قصيدة الشاعر / صالح مقبل السوادي

من الريف مصياف المدن موقع الوقاع

حصرياً بواحة الحدا. تعزية ومواساة في وفاة الشيخ يحيى بن ناجي بن صالح القوسي في منتصف التسعينات من القرن الماضي ..

....................

من الريف مصياف المدن موقع الوقاع
ومن واحة الجو النقي مصدر الغلال

بساط الزبيري في البلاغه رضع رضاع
ذي احرب بكلماته وهو رهن الاعتقال

سلاح البردوني وتلميذه المطاع
منار البلاغه لنبر السجع والمقال

بنهج الحميني في التواضع والاتضاع
وحرية الكلمه لمن كال واستكال

يقول السوادي ودع الفارس الشجاع
على موكب التابوت من بعد الاغتسال

مساء يوم الاثنين اظلمت غابت السباع
لفقدان ليث الغاب حست بالانتكال

على الهاتف الدولي سمعنا لما يذاع
من العاصمه عمان لا عاصمة ازال

وجاء ما يلي بعد التاكد والاستماع
من القايم المسئول في برج الاتصال

واكد وفاة الشيخ ذي شيد القلاع
ولد ناجي الموفور بالمال والعيال

عماد القبايل قوسي السلم والنزاع
وثاير من الثوار في ساحة النضال

حسام الجبل درع الوطى مركز الدفاع
وعند الحدا برهان صبره والاحتمال

ابو فضل ذي مثّل على القاع والبقاع
مواقف شهيره جامعه بعد الانفصال

من اعمال جهده وابتكاره والاختراع
وكثر التجارب في ميادين الاحتفال

صنع للقبيله كوكب النور والشعاع
ومخزان للتمويل لا شدّت الرحال

تأثر صليب الرأس في الرأس بالصداع
وعند الفحوص الطبيه زاد الانفعال

وقال الطبيب العام من بعد الاطلاع
نزيف الدماغ اصبح علاجه من المحال

هنا يظهر المخلوق في عجز واقتناع
بربه ويرجع للتضرع والابتهال

هو الطب عنده ضر عبده والانتفاع
طبيب الاطباء دايم العز والجلال

بامره كتب في التذكره رحلة الوداع
قضى كل شي ساعة خروجه والانتقال

الانسان والامال والدهر في الصراع
وفي حالة الموت الاجابه على السؤال

والاقدار لا تقبل تفاوض ولا امتناع
ولا تملك التاجيل في لحظة الزوال

مطيعه لامر الله وحده ولا تطاع
بتوقيت لا يخطر على البال والخيال

يموتوا اصحاء بينما يشفوا الوجاع
وموت الفجى صوره من احداث الاغتيال

نبا موت يحيى لين القول والطباع
ضرب اسرته زلزال وبركان واشتعال

وبيته كأنه فاقد الروح والمتاع
على اوفى نجوم القيوسه سيد الرجال

ايا نصر ناصر علموا ناجي النصاع
كما علمه يحيى على الخيل والبغال

ايا فضل خالد ذي يزن مدوا الشراع
وكونوا محاجي فضل في دائرة جمال


لو المشيخه للمشتري بالذهب تباع
كبيع الفرس والسيف والرمح والنصال

لكان اشتروها كل تجارنا الشباع
من امثال هايل ذي ضرب ملكه المثال

ترك فيكم الراحل خلاياه والنخاع
ودم الفصايل ملتقى الفصل والوصال

ابوكم بنا للضيف دارين واستطاع
بدور الضيافه يشرب الصافي الزلال

تبنا حضانة من يتم واشبع الجياع
فمن ذاك مثله حامل الوصف والخصال

كريم اخوته لا هو تمدح ولا خداع
ومن يملك الاثبات لا يقبل الجدال

مع الديوله والقبيله في عمل مشاع
تقلد مناصب لا تقاعد ولا استقال

تحضر ولا في يوم فكر فالانقطاع
عن المزيده والقيوسه مطلع الهلال

فلا تنسوا الزاهر يعاني اليناع
ويصبح ويمسي ضيق الحال والمجال

رحم من مضى لا تطفوا النور والشعاع
على نهج يحيى واصلوا منهج الحبال

رحم من حضر دفنه من الباع لا الذراع
ولد ناجي الراحل عن الكوكب المزال

جعل قبر يحيى مضجعه نعم الاضطجاع
وفي جنة الفردوس مأوه والحلال

نعم عظم الله اجركم بعد الاتساع
بصوت العزاء من ساكن السهل والجبال

.................