قصيدة الشاعر / محمد علي القوسي (ابو صبري)

شُـفته على حـين غـفله من عـيون اللـئام
15 يونيو 2015م .

.............

شُـفته على حـين غـفله من عـيون اللـئام
أدعـج مـكـحّل وانـفه في الـهواء مـستـقيم

مـنوّر الـوجـه الابـلـج مثل بـدر الـتمـام
لـه ورد في الـخـد يامـحلاه ذاك الـوسـيم

سُـبحان من زيّـنـه واعـطاه دون الانـام
سـاحـر وفـتان مـاله مـثل بـين الـحـريم

الله يـحـمـيه طـول الـعُـمر دايـم دوام
ويـجـعله سُـم ذي شـلّه عـليا الـحـشيم

مـرّت على آخـر لـقائي فيه سـتّعش عـام
ذي صـرت شـاعر لأجـله كل وادي يـهـيم

كـم لي تـحاشا الـنظر في وجـه تـحت اللثام
وآصـبّر الـقلب صـبر الـمُستـحيل الـعـقـيم

لـمّا رأنـي أتـى نـحـوي وقـلي سـلام
واجـهـش في الـدمـع تـتساقط كـحب الـنسيم

قـهرنـي الـحـال ذي آلـت الـيـه الـغـرام
وطـالني حـزن واصـبح فـوق صـدري كـظيم

ودار بـيـنـي وبـيـن الـغـيـد بـعض الـكلام
وشُـفت وضـعه مـلـخـبط قـط ما هـو سـليم

وبـعـد ودّع وغـادرنـي جـميل الـقـوام
وشـل روحـي مـعـه والـقـلب عنده مـقيم

حـمامـة الـدار طـارت بـين سـرب الـحـمام
لا سـامـح الله من كـان الـسبب والـغـريم

احـرمني ارتـاح واحـرمـني لـذيـذ الـمنـام
مـا يـعرف الـعدل والـرحـمه وظـالـم غـشيم

حـكم عـليٌا بـصـوم الـدهـر غـير الـصيام
ذي كـان مـفروض من عـند الـكريم الـرحيم

يـاكـاسرين الـخواطـر ويـلكم يـاحـرام
وخـنـجّـر الـموت حـطـيتوه وسط الـصـميم

أسـف عـلى ايـام راحـت في الـسنين الـقدام
كـل مـاتـذكـرتـها عـادة حـياتـي جـحـيم

اذكُـر من اهـديـت لـه قـلبي مع اعلا وسـام
وكُـنت انا اشـتاق في لُـقياه شـوق الـيتـيم

الله كـم كـنـت انا احـبّـه وهـايـم هـيـام
وكـم تـمنّـيت يـبقى سـلوتـي والـنـديـم

واهـديت لـه كـل عُـمري ما عـلـيا مـلام
وكـان سـلـطان قـلبي والـمـلك والـزعـيم

وكـان حُـبي وشـربي والـهـوى والـطـعام
وكـان بـلـسم جـروحـي والـدواء للـسـقيـم

صـبرت لاجـله تـحـمّلت الأمـور الـجـسام
وعـشت وحـدي كـثير ايـام مالـي حـمـيم

صـابـر عـلى غُـلب خـلاّنـي بـقايـا حُـطـام
ولاحـدا يـعـلم الأسـرار غـيـر الـعـليـم

مـلازم الـصمـت مـا ودّي عـليـنا اتـهـام
واصـبـر عـلى نـار تـلقـي مـا تـطاله هـشـيم

واضـنانـي الـصبر حـتى تُـهـت بـين الـزحـام
مـتـحـمّل الـجـور مـازد ذُقـت طـعم الـنعيم

أبـات سـهـران والـعـالـم جـميـعاً نـيـام
اقـاسي الـبرد في اللـيل الـطويل الـبـهيم

مـرضـت بالـرشـح والـحُـمّى وكُـثر الـزُكام
ودامـت افـكار راسـي كـل لـيلـه دويـم

يـارب عـوّض على الـعزّي بـحـسن الـختام
واغـفر لـي الـذنب ياغـافر لـموسى الـكليم

هـذه حـقـيقـه كـتبـناهـا بـكل احـتـرام
وخـتـمهـا صـلّ ياسـامـع على اكـرم كـريم

..............

إرسال تعليق

0 تعليقات