قصيدة الشاعر / علي عبد الله القطراني (أبو حمد)

بعون الله قمت اطوي لوازم غربتي ارحل
25 أكتوبر 2007م.


............

بعون الله قمت اطوي لوازم غربتي ارحل
وقلبي داخله يشعل وعيني دمعها سيّال

مشيت اخطو على مهلي وخطواتي تصير اثقل
اقويّها وهي تخبل كما المصفود بالأغلال

ارجّعها وراء ترجع كما البابور اذا هرول
اقدّمها تصير اول فترجف رجفت الزلزال

ونفسي كم تراودني تراوغني وتتململ
اقف مبلود واتأمل بين الحل والترحال

ودعوت الله يرشدني ويسعفني بزين الحل
يوفقني لما أعمل ويسترني بستر الحال

لأن الله في محكم كتابه حثنا نعمل
ونمشي في مناكبها ونسأل بسمه المتعال

كما قال المثل ما رزق يأتي وانت في مقيل
متى ما طفته الدنيا وذقته حمضة الفنجال

فلا تطمع فتتبهذل ولا تذنب فتتحمّل
ولا تسرف وتتمهزل ولا تنقص من المكيال

ولا من قلها تزعل ولا من كثرها تجهل
ولافي الشر تتحوّل وتبطش في حصول المال

كما الدنيا عجَل والموت سابق لِلأمل واعجل
ومن يظهر أفل والكل في دنيا العمل زوّال

تحايلنا وتتحيّل وتتكوفر وتتجمّل
وتتزيّن وتتبدل وتعصر خصرها الميّال

لبعض الناس تتعدّل وتفرش في طرقهم زل
تعانقهم وتتدلل ترقّصهم على الموّال

حتى تقبل الفرصه تخلّي نارهم تشعل
ترد ايامهم سوداء وماتوا ميتة الأنذال

رخيصه مالها قيمه صغيره مثل قطر الطل
خبيثه مالها مأمن بكت منها رجال ابطال

ولي فيها مسلسل من بداية عمري الأول
رمتني في خنادقها وذرّت فوقي الصلصال

روتني من خناجرها وسقّتني من الحنظل
ابوها لعنبوها غربلتني وسطها غربال

لذا أقسمت بالرحمان لن أخضع وأتوّسل
لغير الله لو تهدا حياتي والظروف اثقال

أنا مؤمن بحكم الله ويحصل ما حصل يحصل
يعافيني ويرحمني ويختم لي بزين اعمال

اقول الصدق ما امثّل ولا انا أحمق ولا أهبل
ولا اغيّر ولا ابدّل ولا انا في الصحب محتال

اهاجمها ولا اتسلل واوزنها كما الجرمل
اقيس العرض ثم الطول واحسب ناتج الأميال

حسبت المسأله شفنا حساب المسأله طوّل
قسمناها على عمري وجدنا العمر في هروال

ولي حسره على ما ظل من عمري وما حثول
وادعو الله يتقبل ويغفر لي خطا الأفعال

كما احنا في زمان احول يراء الصاحي كما المعتلّ
ولو نشن ولو دربل يقول الغش في الدربال

وصيه من سمع قولي يسيب العقل يتوكل
ولا يتبع هواء نفسه ولا يسمع من الفوّال

وابن الجار قبل الدار تشعر بالحياه افضل
ودونك من كلام الناس قالت قيل قالو قال

كما قالو عن الثرثار ماله في الوفاء مدخل
يزيد القول فوق القول حتى يجعله شعّال

وخل الصدق منهاجك ويزعل من زعل يزعل
كما الصادق مع قومه يحيّونه وفاء واجلال

ولا تخرج عن الواقع واطمح بالذي يعقل
ولاعن مسأله تسأل إذا ما حد لها شيّال

واقض الدين تتجمّل ولافي صاحبك تفسل
ومهما الصقر يتجوّل ضروري له من المنزال

واعمل خير تلقاء خير عند الله ما يُهمل
ولا تتبع دروب الشر تصبح مقنص النبّال

وعند الضيف لا تبخل وحط العرف لك منهل
واصبر لا غزاك الشر صبر العير للجمّال

ولا تترك تراب ارضك لوجه الغازي المحتل
خل الطين يتبلل بدم النذل والمحتال

وازرع حُب تحصد حُب وازرع للوفاء مشتل
ولا بالكذب تتعلل كما انّه ينقص الرجّال

ختام القول صلى الله ما جوّد وما رتّل
كتاب الله حفّاظه وحطو له نقط واشكال

ارددها واثنّيها على خيرة نبي مرسل
شفيع الخلق في المحشر يوم النصر والأذلال

............

إرسال تعليق

0 تعليقات