قصيدة الشاعر / صالح علي محمد النعوي (أبو علي)

أبوعلي قال يا مبحر علـى ظهـر لـوح

............

أبوعلي قال يا مبحر علـى ظهـر لـوح

لـج المُـوَج والغمام السـود متعانقه

وإعصار لف المجره مثل ما يـوم نوح

طـال النوايـف وهد القمه الشاهقـه

وغيم حامل نوايـب فـي سماهـا يلـوح

ضوء المدن والبـوادي مـن سنـا بارقـه

فخيرة الله عليك إرجـع كفـى لا تـروح

ما لا تشوف المراكـب والسفـن غارقـه

حمولها والسواري في الشواطـي جنـوح

يشدها الجـزر وانساقـت ورى الزافقـه

وطاير البين والثكلـى لـزم فـالسطـوح

والجن سكرى تمايل مـن صـدى الناعقـه

لا عاصم اليوم وان شفت الثكالى تنـوح

حسك تواري الثراء مـن شلـت الصاعقـه

أو تأوي انسان شارد أو تطبـب قـروح

قد الوحوش الضـواري خلفهـم لاحقـه

ارتال مستنفره فـي سهلهـا والسفـوح

والباز يرصد خطاهم من علـى الباسقـه

تمس يا هاجسي ما كنـت ظنـك جمـوح

شتـت ذهنـي وخليـت الكبـد حـارقـه

مهما النوايا سليمـه سلمـك لا تبـوح

السر في سوق مـن زاره عجـل فارقـه

فيه النشامى  ودهن العود شمـه يفـوح

وحامـل الخـردل الفاسـد علـى عاتقـه

ما هم للصنف الاخر غير نسف الصـروح

بفعـال واقـوال شينـه بعدهـا الحالقـه

وان غيمّت وارعدت طاروا كـقش البروح

يا با حريث احمنـي وإلا المـره طالقـه

مهما تواروا وصاغوهـا بلهجـة شحـوح

قد مالك الصاع بالحيلـه كشـف سارقـه

والآن يا رايد اوثق معـوزك قـع طمـوح

برعة قبايل علـى هـوة جبـل ساحقـه

من طاح له طاح قبره بين ربوه وسـوح

والسوقيـه مـا نباهـا يكفـي السابقـه

شرع العرب تقطر الفاطر جـزا للنصـوح

وانتم مزجتـوا مجـاج النحـل بالزارقـه

لا تأمن الدهر مهما كان خصمـك سمـوح

ساعة غضب ما يهاب إلا غضـب خالقـه

سهيل طاف الثريا  وانت فوق السطـوح

عرضه لنيزك  وقاذف من شُهب خارقـه

محال تنفذ بجلدك لـو معـك ميـت روح

أو طيرمانه تقي مطلوب مـن شانقـه

كم لي وانا افهمك ما جيد يلبس " مسوح "

ميراث عنقا لفظهـا الليـث مـن شادقـه

أو حر يقبل ينصـل مـن قبايـل قحـوح

جاء ذكرهـم فـي السنـن بقـوال متوافقـه

كانوا طلايع ونخبه فـي جيـوش الفتـوح

عد للسيـر وامـح مـا فذهانكـم عالقـه

مهما الزمن جار واصحاب الرؤى والطروح

اضـداد فـوق المنابـر دوم متراشـقـه

من اجل ليلى وليلـى مثخنـه بالجـروح

تصبح وتمسي علـى ضربـات متلاحقـه

في كل عقديـن والـدم المعفـر نضـوح

علـى الثراء مـن ايـادي مارقـه آبقـه

الله يصيب الضرائـر لا متـى والنـزوح

من أرضنـا الطيبـه وازهارهـا الفاتقـه

شوقي لموسم ذره والهج فـوق النطـوح

ودجنـة الغيـم نحـو الارض متسابقـه

ختمتها بالنبي مولـى الجبيـن الصبـوح

مـا تالـي الذكـر رتـل سـورة الحاقـه

............