قصيدة الشاعر / صلاح محمد النميري

ريح الحدا يا قاسيه يا الطف من الام الحنون

2 سبتمبر 2017م.

.............

ريح الحدا يا قاسيه يا الطف من الام الحنون
امزج حروفي من صلابتها ولينة قطنها

الله يا ريح الحدا كم هيجت فيني شجون
لا هبت النسمه تعطرني روايح فنها

واتذكر انه كلما هب الهوى مالت غصون
والشجره الي ما يميل الجذع يرقص غصنها

على مشارفها تعطرني من العود الدهون
تقطر من أوراق البساتين المظله دهنها

حلو المناظر لكن احلا منها كحلا العيون
اموت وأحيا بين نضرتها وغمزت جفنها

ما بين نضرتها وغمزت جفنها حب وفتون
احب نضرتها ويفتني غزلها لنها

ترعى وتلعب في الجبل لكن تراقبها الحصون
ما غير هي لا قرّبت غنت وانا افهم لحنها

اذا شرفت نادت وانا اتسمع نداها في سكون
اجلس على جنب الطريق الي تروح منها

قبل الغروب وقت الغروب بعد الغروب حوله ودون
اسعى لها واشر لها واغمز لها لكنها

لا تستميع ولا تطيع لله في خلقه شؤن
ولا عصت ولا رضت تظنني واظنها

تظنني برجع لها واظنها نفس الظنون
هي تنتظر وانا انتظر تحن لي واحنها

تخاف لا ناموسها تعيبه ضحكت سنون
وتستحي من الكلام انه ينقص شأنها

ما تدري انه وزنها راجح على كل الوزون
ولو وزنت الكون كله ما يعادل وزنها

ماكنها الا عايشه في كون والعالم بكون
متغطرسه بالحسن قوتها تغطي وهنها

ما لوم نفسي لا عشقت الشمس والعشقه فنون
اذا اشرقت شمس الضحى رميت نفسي حضنها

الشمس تعطي للحياه البارده ريحه ولون
ولا قدر مخلوق فوق الكون يرقد بطنها

لكن دخيل الله يا اصحاب الشوارب والدقون
بنت الحدا اخذ منها ثاري او اعفي عنها

انا اشتريها بالغلاء وتبيعني لول زبون
تبيعني بأرخص ثمن يا ويل قلبي منها

يا كُثر ما تغلط علي لكن غلطتها تهون
يا كثر ما شكي منها لكن غلبني حسنها

مهما غلبني حسنها ومهما جرى مهما يكون
با اظلي اتمرد على الهامات غصبا عنها

مهما خفيت اجراح مهما اخفيت في قلبي طعون
اظهر عليها كبريائي والجراح اكنها

لو الزمان اختان ما ظنيت مثلي من يخون
انا الصديق الي يميز فرحها من حزنها

وانا الحبيب الي وصل بالحب لاحد الجنون
وانا الأسير الي قضى نصف العمر في سجنها

وانا المريض الي دواي بين الحواجب والجفون
وانا الوحيد الي معشعش دايما في ذهنها

المشكلة هي ماخذه عقلي وانا عايش بدون
وليش حتى جرجرتني واحده في سنها

رغم اننا لا احسب لحرب ولا لضرب ولا سجون
ولا تخوفني عجيفات السنين وسمنها

ولا عرفت الخوف في قلبي ولا قلبي حنون
اقطع قفار اطلع جبال بريفها وبمدنها

وان خفت شيء اخاف من شيل الجمايل والديون
وان خفت با اخاف فرقاها وبعدي عنها

لأنها ريح الحدا كم هيجت فيني شجون
أثر عليا هيل قهوتها وريحت بنها


............

إرسال تعليق

0 تعليقات