قصيدة الشاعر / جلال محمد الحاج (برق القوافي)

يا طول تفكيري ويا كثر الشتات


28 ابريل 2018م.

............

يا طول تفكيري ويا كثر الشتات
يا كثر ما عانيتُ مكرَ المفردات

كثيرةٌ أعذارُها ما إنْ رأت
أطيافَ أشعاري لِبابِكِ طارقات

حيناً إلى القُصرانِ ترمي حظَّها
وآخرٌ تشكو بِضَعفِ القافيات

هي في متاهاتِ الذهولِ أسيرةٌ
وحروفُها في روضِ فنِكِ ناشِئات

لأن شِعري فيكِ ليسَ قصيدةً
وليسَ يُكتَبُ كيّ يَزينَ الأغنيات

فأنتِ فَنٌ في الحقيقةِ لَمْ يزل
حلماً يُراوِدُ تُرجُمان السُلَّمات

طيفٌ تجسَّد في زوايا أضلُعي
لا فن يُدرِكُهُ ولن تَرقاهُ ذات

فَفيكِ الحرفُ نبضٌ حين يُلقى
وفيكِ تَهيمُ  تَهيمُ آلافُ اللُّغات

فكيفَ لمفرادتي أن تُجاري
ما عُدّتُ أعرفُ ما تُجاري المفردات

ما بالُ أوراقِ الهوى لم تحتضن
وصفاً لمن لم تحتويها السابقات

إِذ كيفَ لي أن آتِ بالحرفِ الذي
هوَ نَبضُ قلبٍ لم تَعيهِ الترجمات

نَبضٌ تَسارَعَ مُذ حللتِ بِعرشهِ
لِتَجمعي أجزائيَ المتبعثرات

لتُعلِني ميلادَ عهدِكِ في دمي
و تُنشِئي بالروحِ أرقى المدرسات

درستُ في عَينيكِ أكملَ منهجٍ
و نِلتُ من كفَّيكِ أسمى التربيات

عَلَّمتِني أنَ الحياةَ جميلةٌ
والعُمرُ يَزهو بالسنينِ المورقات

عَلَّمتِني مَن جَدَّ في شيءٍ يَجِدْ
فعرفتُ أن المجد يلزَمُهُ الثبات

و قَطَفتُ دربي مِن رُباكِ كزهرة
مستقبَلاً أجني رُؤاهُ المثمرات

عَلَّمتِني ما الحُبُّ ما شرعُ الهوی
و كيفَ يَجتَاحُ القلوبَ بِلا التفات

عَلَّمتِني مهلاً، رويداً ، رُبَّما
تغتالُكَ الأحلامُ في "أمسى و بات

عَلَّمتِني كَمنارةٍ في طيفِها
أملُ الرُّسُوِ على شَواطِ الأُمنيات

حتی ظننتُ يديكِ مهدَ حضارتي
فبها نشأت وكنت اسماً في الحياة

أنا عاشقٌ لا زال في طورِ الهِجاء
يرتادُ في عينيكِ صَفَ المُعجزات

لا تترُكي ليلي يُكابِدُ وِحشةً
في حِلِّها الدنيا تَساوت بالممات

ماذا أقولُ ؟ ويا تُرى ماذا أرى ؟
قد نِلتُ مِن ربي جَزيل المُعطيات

.............

إرسال تعليق

0 تعليقات