قصيدة الشاعر/ عبد العزيز علي القعشمي

 
مرحبـا يـا محافظنـا وكـل الـكـوادر
 
القصيدة تحكي حوار ساخر بين المواطن والمسئول والحوار الدائر بين المواطن والآمر.
وقد ألقاها الشاعر عند خروج محافظ، محافظة ذمار الأستاذ محمد عبدالله الإرياني وقيادات المحافظة إلى مديرية الحدا بتاريخ 15 فبراير 1987م.
 
............
 
مرحبـا يـا محافظنـا وكـل الـكـوادر
بإسـم كـل الـحـدا فـي كـل قـريـة وحـاره
 
طالمـا جيتنـا مـن كـرسـي الحـكـم زائـر
أرجـو الله وأتمنــى نـجـاح الزيـــــاره
 
لاحظـي شـهر فبرايـر بمجهـود تـائر
ربمـا نـغـرس أشجاره ونجنـي ثـمـاره
 
قـال نـجـل الـيمن ياصـــادقين الضمائر
ذبنـا الجهـل واعوانــه كـوونــا بنــاره
 
أحنـي أح كـم حـنـيـت مـن جـور جـاير
لا تعـدل ولا شـاف المهنـدس غـيـاره
 
راح غـادر وجـاء خمسـة وعشـرين غـادر
مـا يبـي للحـدا غيـر القلـق والخسـاره
 
يا حـــدا لاحـدا يغلـب ولاحـد يـنـاكر
عنـدمـا أقـول مـوقفكم ضعيف الجـداره
 
وحـدوا صـفـكم ليش الجفـا والتنـاحر
لـيـش كـلـيـن مـن الثـانـي مـحـدد شـفاره
 
مقتـل الـنـفـس يـا خـبـرة مـن أم الكبـائر
كيـف عـاد الإخـاء والـجـار يـغـدر بـجـاره
 
إبعــــــدواكل متـــــــامر تزيـل المخـاطر
أيـن مـاضـيكم الميمـون وأيـن الشـطـاره
 
راجعـوا وإبحثـوا فـي مجمـلات الـدفاتر
تعرفـوا مـن هـم أصحاب الوفاء والعسـاره
 
أنـــتم أول مـن أسـتمثل لطـوع الأوامـر
وأشـتركتوا لـدحر الظلـم مـليـون تـاره
 
يوم أن صـاح صـوت الـحـق مـن ضـوء باكر
وأنطلـق مـارد الثـورة بـأول شـراره
 
هـزت الظلــم والظــــــالم ودار البشـــــــاير
خلخلـت معـظـم أركانـه وهـزت حجـاره
 
فـي صـباح الخميس الجـيش نـال المفـاخر
وأصـبح الشـعب يتغنـى بيـوم أنتصــاره
 
لاخفايـا محافظنـا لنـا حـق ظـاهر
قـل لمـن ظـل نـاسـينـا يـعيـد أفتكـاره
 
لو رجعنـا لتـاريخ النضـال المعاصـر
بـا نـجـد دورنـا سـبـاق فـي كـل غـاره
 
لو نظرنـا لتلـك التضحية والخســـاير
بـا نـجـد مـا يثيـر إحساسـنـا بـالمراره
 
من صفوف الحـداء راحـوا مـنـات العناصـر
فـي شـجـا نـصـر سـبتمبر وعـزت شعاره
 
أي وقفنـا مـع الثـورة بمجهـود وافـر
إنمـا مـا حـدا مـنـا ربـح مـن ضـمـاره
 
جهلنـا ردنـا لاتــالـي الصـف الأخـر
وإختلافاتنـا مـا بيننـا والــــــدباره
 
والـذي مايريـد الخيـر للعـم صـــــابر
أستغل الفرص وأصـدر علينـا قـراره
 
فـاض صـبـر الحـداء يـا قـايـد الشـعـب بـادر
يازعيم الـوطـن يـاخير حـامـي ديـاره
 
عـل وإشـهـد علـى مـن كـان خـداع مـاكر
عـدة أعـوام والمسكين يشكو ضـراره
 
إسـمع آخـر خـبـر مـن لـسـن مبـدع وشـاعر
عـن مـواطن يطـالبكم بـرد إعتبـاره
 
بينمـا كنـت أنـا عـابر وهـو كـان عـابر
التقينـا سـواء وأقتـــــادنـي لا جـواره
 
فأبتديت أسأله كيف أنت ياعم جابر
قال ويحك قرار الطرف، قبل إختباره
 
قلت له كيف قال القلب مهموم ضاجر
دایماً في القلق والقلقله والكداره
 
كيف يابن على عاد با تطيب الخواطر
نحمد الله على ما قدره وأستخاره
 
قلت ماذا جرى ها نحن في عهد زاهر
عهد سبتمبر الثوره وعهد الحضاره
 
قـال لا حـد يجاملنـا بحـكـم الظـواهر
الحقائق تبينها صريح العباره
 
هـاهي العاديـة ترعـي جميـع المـحـاجر
لا عاد ذياب تشعفها ولا عاد نماره
 
حطمـت زرعنـا مـا بـاقي إلا المحاشـر
إنما من شكى فقره يقل إقتداره
 
قلت لا فقر بعد اليوم والخير ياسر
كل فقر أختفى ما زاد شفنا غباره
 
والمرض في عموم الباديه والبنادر
انتهينا من أخطاره وزال إنتشاره
 
لو هو الجهل هاهو من بلادي مسافر
بعد ما نحن حاربناه قرر فراره
 
حسن اللفظ لا تربش عليك المناظر
وإجعل النقد من باب الذكاء والشطاره
 
وإفتكر وضعنا في عهد ماضي وحاضر
با تجد كم هو الفارق وكم هو مساره
 
قال يا إبني رعاك الله مازلت فاكر
ذلك الوضع ذي شفنا البلاء في إطاره
 
لكـن اليـوم مازلنـا نـعـيش المخـاطر
تحت ظل الغواء والهيمنة والبطاره
 
كنـت فـي قريتـي مـابش علـي أي قاصـر
أزرع الأرض واسقيها بسيل المطاره
 
لكـن المشكلة خـوف الرصاص والخناجر
شردت جابر المسكين من وسط داره
 
قد لي أعوام وأنا في المدينة مهاجر
أطلب العدل من حضرة وكيل الوزاره
 
ضاع وقتي وضاع المال وأصبحت حاسر
في النيابه وباب المحكمة والإداره
 
قد جرى لي عذاب ماليس يجرى لكافر
ما رجع لي من المسئول حتى إشاره
 
كم تشكيت لأولهم وتاسع وعاشر
للأسف كل حد فارض عليا حصاره
 
كلما با اشتكي جوب بروس المشافر
هاتلي هاتلي ما عندكم من بشاره
 
قلت له حرب قال السر كثر المعابر
قلت له قتل قال كلين يلحق بثاره
 
قلت شي ضبط قال أإدفع إيجار العساكر
فوق ماهو لهم من قات وإلا شقاره
 
قلت والحل قال الحل منصاف باهر
إذبحوا وإقدحوا والحاكم إدوا إجاره
 
قلت شي مدرسه يقروا منصر وناصر
لا متى با يكون الجهل شدي زراره
 
قال عاد الكتب في ماريه والمخادر
والمدرس تروح مصر عبر السفاره
 
قلت والحل قال للعلم عدة مصادر
سطر واحد من القرآن تركه فجاره
 
إقروا الفاتحة وأقروا تبارك وفاطر
وإستعينوا بعزة ربكم وإقتداره
 
قلت متنا عطش قال أشربوا في المقابر
قلت والبحر قال البحر يشتي مهاره
 
قلت لكن حرام با ينشفين الحناجر
كل مسئول ما أحنا شي مع أبوه عاره
 
أين مشاريعنا الأول والأوسط والآخر
قالي الأوله تكفيك لا شي ذكـاره
 
قلت و التاليه قال أستغيثوا بماطر
وإنما بش فيكفي غيل وادي نماره
 
قلت نشتي طريق قال كلنا تحت ساتر
ما عسر من سواء يسلح وطلعت سماره
 
قلت باندرب قال أوبهوا في المعاصر
ينتبه ذي في الصندوق وذي في الغماره
 
قلت له بالمثل لو بنشرين التواير
قال ما شي قلق كلين يركب حماره
 
قلت له والعمل قال المخطط مسافر
والدركتل حنب في الرون نياك عاره
 
قلت وأعمارنا قال الحجار في عباصر
والمقاول عزم دوله قطر والاماره
 
قلت له والمواد قال اختفت في المتاجر
قلت لا شك ما هذا الجشع وإحتكاره
 
قال ما بش قلق مازال والخير وافر
قلت له أي خير قلي عليك انتظاره
 
إصبروا عام لا ما يوصلين البواخر
حق هايل سعيد أنعم عميد التجاره
 
قلت زاد المرض نحتاج دكتور ماهر
طب عام الوجع مشهور في كل قاره
 
قال شلوك شوف الطب في شعب هاجر
العبب والسكب والحرمله والوبـــاره
 
روح للعويلي شل العلاج المباشر
يطلب الجن في لحظه ويأتوك غاره
 
خير من يعرف أمراض الكلا والخواصر
أذهل الناس تشخيصه وحسن إختباره
 
قلت والكهرباء ماذا تكون المعاذر
لو طلبنا تمدونا بخط الإناره
 
قال لي في محركها خلل في الشنابر
والمهندس عجز في الكشف والإستماره
 
والسلوك أنتهت مافي المخازين واير
والمسلك رفع تقرير لا مستشاره
 
قلت غدراء ظلام قال إسمروا بالقنابر
وأحذروا من صداها لا يضر الصهاره
 
قلت لة ظلم قال الظلم شأن الأكابر
ليس من شأن ضعف الشخص وإلا إحتقاره
 
قلت ميثاقنا وحد جميع العشائر
الكبار والصغار متوحدين في إطاره
 
قال هذا كلام أخضر كثير المعاذر
ينقص الناصفة لافايدة من هداره
 
قلت لة قول من باب المثل والنوادر
النسم كاملة والفار داخل خباره
 
قال لي كيف قلت الحيد واين انت ساير
قال ساير وراء عقلي وحسن إختياره
 
قلت دستورنا يكفل لنا قدر وافر
من حقوق الحياة قال الحياة النداره
 
قلت لة ياغبي ما يقهر الشعب قاهر
قال لي أنت الغبي مابختك إلا الطفـاره
 
قلت له وأنت من قال لي من أهل العماير
قلت كم قد معك قال لي ثلاثين عماره
 
قلت أمانة عليك قال لي وتسعة مواتر
قلت لة والزلط قال لي مليت الغراره
 
قلت واخر كلام قال لي وعدة حظاير
العنب والجزر والبامية والخياره
 
قلت لة مصلحي قال الرجاجيل مخابر
كل واحد يقع مثلي ويملي عواره
 
قلت من حق من شلوادمك والصوابر
قال من حق من ضحى وشلوا سباره
 
قلت لا وفقك يا أبي جعل لك مكاسر
قال هذا خبر زلة وقفل عياره
 
قلت عاد شي خزا قال أنت طيب وطاهر
لا أنت خازي فسويتة لوجهك ستاره
 
قلت سارق نجس قال لي وزاني وساكر
عنجهي مختلس جد العلل والقذاره
 
قلت ما الإسم قال إزهم على حرف خاسر
باتجدني على إستعداد رهن الإشاره
 
قلت لين تنتسب قال إسم جدي عناتر
غايتي والرجاء والأب والأم ساره
 
قلت فارس قوي قال القوية جواهر
قلت هذا خيال قال إسمع أخر عباره
 
الحوار أنتهى مابين مواطن وامر
هكذا قال لي من بعد ما أنهى حواره
 
.............
زودنا بالقصيدة الأخ فواد عبد العزيز الضبياني عبر الواتس صفحة قبيلة الحدا

إرسال تعليق

0 تعليقات