قصيدة الشاعر/ عبد المجيد علي المسي (أبو نزار)

 
على عروق الصوافح سال حبر القلم
 
 بمناسبة المولد النبوي الشريف ١٤٤٧ هـ
 
.............
 
على عروق الصوافح سال حبر القلم
وأروى مساحاتها البيضاء مِن السلسبيل
 
فأخضرّت الروح والأرجاء برغم الألم
والليل غادر وعانقنا الصباح الجميل
 
والحرف صاغ المشاعر في بيان انسجم
شكله ومتنه ومدلوله  بمعنى جزيل
 
في يوم نفخر بمضمونه أمام الأمم
حتى لو الواقع الملموس واقع هزيل
 
ذكرى عظيمة لنعمة غير كل النعم
نعمة تجاوز أثرها جيل من بعد جيل
 
ذكرى انبثق مِن جوانبها شعور التهم
شعور الإحباط بالعزة ونعم البديل
 
ميلاد مَن لم شمله كل شمل انقسم
ميلاد مَن هد نهجه كل منهج دخيل
 
مِن بعد مالظُلم خيّم والصراع احتدم
وصارت الخلق ذا قاتل وهذا قتيل
 
وأهتانت المرأه الحُرة وشاع اللمم
ودِين الأوثان مَدد في مقام الخليل
 
واستأسد الجهل بالعرف النقي والقيم
ولا بقى مِن مكارم كانت إلا القليل
 
وجُملة أهوال مايحصي عددها رقم
حتى غدا الليل عادة والضياء مستحيل
 
تفضّل الله علينا مِن جزيل الكرم
بالمنقذ المرشد الهادي سواء السبيل
 
فأتزين الكون مِن بعد الأسى وابتسم
والظلم غادر بجيشه مابقى له فصيل
 
أختاره الله مِن بين العرب والعجم
وميّزه بالرسالة والكتاب الجليل
 
بدر الدُجى زاح نوره كل كربه وغم
ومنطقِه جاء مكمِّل كل منطِق أصيل
 
طه الذي طل فجره مِنْ خِضم الظُلَم
بوجه مشرق حضوره بالسعادة كفيل
 
طه الذي رغم قوة موقفه ما انتقم
ولا سلك في سبيل الحق مسلك ذليل
 
طه الذي به إله العالمين أختتم
دستوره الحق والعدل الذي ما يميل
 
وكم وكم من مناقب لو نعدد وكم
يجف مِن ذكرها ماحاط بالأرخبيل
 
جانا بدعوة لها عقل الحكيم احتكم
وصد عن دربها الجاهل وصد العميل
 
عليه صلّت قلوب الخلق مِن كل يم
صلاة تغشاه ماهب الهواء العليل
 
.....................
.*استاذ الاعلام بجامعة ذمار

إرسال تعليق

0 تعليقات