الاديب عبد الله البردوني في ذكرى وفاته


يمني في بلاد الآخرين
 قصيدة /عبد الله صالح البردوني 
………………………………….

مـن أيـن أنـا ؟ مـن يـدري
أو لـيـست لــي جـنـسيه؟

نـسـبـي  رايــات حـمـر
وفــتـوحـات  ذهــبـيـه

فــلـمـاذا  تـسـتـغـربني
هــذي  الـزمـر الـخـشبيه

يــا  أخـوتـي أصـلي مـن
صـنـعاء  أمّــي : (دبـعيه)

صـنـعـاويّ … حـجـريّ !
مـا  صـنعاء … ما الحجريه ؟

***
مــن  أيـن أنـا ؟ تـشريني
بـتـغـابـيها الـسـخـريّـه

عــربـيّ لا تـعـرفـني …
حــتـى الـدّنـيا الـعـربيه

وابـــي  قــالـوا يـمـنيّ
أمّـــي قــالـوا يـمـنـيّه

لــكـن أنـسـتـي لـونـي
وفـمـي  … أيـدي الـهمجيه

سـنـوات جـوعـي عـطشى
وقـــيــادات  تـبـعـيّـه

وغــرابــات لا تـــروى
وغــرابــات مــرويّــه


***
يـا  ريـح … بـلادي خـلفي
ومــعـي  مـثـلي مـنـسيه

حـتـى أرضـي يـا أرضـي
كـأهـالـيـها مـنـفـيّـه !!

وطـنـي  أسـفـار تـمـضي
وتــعـود  بـــلا أمـنـيه

تـشـريـد  لا بـــدء لــه
ومــسـافـات وحــشـيـه

حــرّاس  حــدود يـقـظى
وتــقـانـيـن  وثــنـيّـه

مـــدن  لا أسـمـاع لـهـا
وزحــامــات عــدمـيّـه

أســـواق كـبـرى أدنــى
مـــا  فـيـهـن الـبـشريه

وبــدائـيـات  غــرقــى
فــي  الأقـنـعة الـعـصريه

وعـلـى  رغـمـي أسـتجدي
كـــــلّ الــحـجـريـه

***
وبـــلاد  بــلادي مـنـفى
ومــتــاهـات أبــديــه

مــن أيـن أنـا ؟.. مـجهول
جــــوال دون هــويّــه

وبـــلا  وطـــن لـكـني
مــوهــوم  بـالـوطـنـيه

..............................................


 في ذكرى وفاة - الاديب الشاعر عبدالله صالح البردوني



من اشهر رجال قبيلة الحداء بلغت شهرتة الافاق


عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (اشتهر باسم البردوني) شاعر يمني وناقد أدبي ومؤرخ وُلد في 1929 (1348 هـ) في قرية البردون احدى قرى قبيلة الحداء، شرق مدينة ذمار، وتُوفي في 30 أغسطس 1999. فقد البردوني بصره وهو في السادسة من عمره إثر إصابته بالجدري.

درس البردوني في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج منها عام 1953م. ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

صدرت له12 مجموعة شعرية. فنال عليها العديد من الجوائز, منها جائزة شوقي للشعر في القاهرة عام 1981, جائزة السلطان العويس في الإمارات عام1993, جائزة أبي تمام في الموصل, عام 1971. و جائزة اليونسكو, والتي أصدرت عملة فضية عليها صورتة عام 1982.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره، العمى والقيد والجرح يقول:


هدني السجن وأدمى القيد ساقي

فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى

والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لاقيت في

رحلة التيه وما سوف ألاقي
سوف يفنى كل قيد وقوى

كل سفاح وعطر الجرح باقي
.......................................................................................................................................
[] أهم الأحداث في حياة شاعر اليمن عبدالله البردوني

  • 1933- أصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدان بصره.
  • 1934- التحق بـ(كتاب القرية) وفيها حفظ ثلث القرآن الكريم على يد يحيى حسين القاضي ووالده.
  • 1937- انتقل إلى مدينة "ذمار" ليكمل تعلم القرآن حفظاً وتجويداً.. وفي المدرسة الشمسية درس تجويد القرآن على القراءات السبع.
  • 1948- اعتقل بسبب شعره وسجن تسعة أشهر.
  • 1949-انتقل إلى الجامع الكبير في مدينة صنعاء حيث درس على يد العلامة أحمد الكحلاني، والعلامة أحمد معياد.. ثم انتقل إلى دار العلوم ومنها حصل على إجازة في العلوم الشرعية والتفوق اللغوي.
  • 1953- عين مدرسا للأدب العربي في دار العلوم وواصل قراءاته للشعر في مختلف أطواره إضافة إلى كتب الفقه والمنطق والفلسفة.
  • 1954 إلى 1956- عمل وكيلاً للشريعة "محامٍ" وترافع في قضايا النساء فأطلق عليه "وكيل المطلقات".
  • 1958- وفاة والدته (نخلة بنت أحمد عامر).
  • 1959- اقترن بزوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
  • 1961- صدر ديوانه الأول "من أرض بلقيس".
  • 1969- عين مديراً لإذاعة صنعاء.
  • 1970- أبعد عن منصبه كمدير للإذاعة، وواصل إعداد برنامجه الإذاعي "مجلة الفكر والأدب".
  • 1970- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
  • 1971- نال جائزة مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق.
  • 1974- توفيت زوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
  • 1977- اقترن بزوجته الثانية فتحية الجرافي.
  • 1981- نال جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن.
  • 1981-نال جائزة شوقي وحافظ في القاهرة.
  • 1982- أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورة الأديب البردوني كمعوق تجاوز العجز.
  • 1982-تقلد وسام الأدب والفنون في عدن.
  • 1983- نال جائزة وسام الأدب والفنون في صنعاء.
  • 1984- تقلد وسام الأدب والفنون في صنعاء.
  • 1988- توفي والده صالح بن عبد الله الشحف (البردوني).
  • 1990- شارك في مهرجان الشعر العربي الثامن عشر بتونس.
  • 1992- شارك في مهرجان الشعر العربي التاسع عشر بالأردن.
  • 1997- اختير كأبرز شاعر ضمن استبيان ثقافي.
  • 1998-سافر سفرته الأخيرة إلى الأردن للعلاج.
  • 1999- الحادية عشرة من صباح الاثنين 30 أغسطس توقف قلب الأديب عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من أعظم شعراء العربية في القرن العشرين.

] دواوين

  • [[[من أرض بلقيس]][1]]] - القاهرة - 1961
  • [[[في طريق الفجر]][2]]] - بيروت - 1967
  • [[[مدينة الغد]][3]]] - بيروت - 1970
  • [[[لعيني أم بلقيس]][4]]] - بغداد - 1972
  • [[[السفر إلى الأيام الخضر]][5]]] - دمشق - 1974
  • [[[وجوه دخانية في مرايا الليل]][6]]] - بيروت - 1977
  • [[[زمان بلا نوعية]][7]]] - دمشق - 1979
  • [[[ترجمة رملية لأعراس الغبار]][8]]] - دمشق - 1981
  • [[[كائنات الشوق الآخر]][9]]] - دمشق - 1987
  • [[[رواغ المصابيح]][10]]] - دمشق - 1989
  • [[[جواب العصور]][11]]] - دمشق- 1991
  • [[[رجعة الحكيم ابن زايد]][12]]] - بيروت - 1994

[] أعمال نقدية

  • رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه - 1972
  • قضايا يمنية - 1977
  • فنون الأدب الشعبي في اليمن - 1982
  • الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية - 1987
  • الثقافة والثورة - 1989
  • من أول قصيدة إلى آخر طلقة: دراسة في شعر الزبيري وحياته - 1993
  • أشتات - 1994
  • اليمن الجمهوري - 1997

                                             

من طرائف اديب اليمن عبدالله البردوني
تقبيل وجنة الكلب
في نهاية السبعينات جاء أحد الشعراء( النظامين) إلى منزل البردوني زائرا، وفي أثناء الحديث أراد الشاعر أن يلفت انتباه البردوني فقال: لقد أتجهت أخيرا وعن قناعة إلى كتابه الشعر الحديث!!
واسمعه بعض مقاطع وكان منها مقطع يقول ( الشمس تقبل وجنة حبيبتي)!
فقال له البردوني: ياعزيزي ليس في ما أسمعتني أي جديد.
فقال الشاعر: ( الشمس تقبل وجنة حبيبتي) هذه صورة فنية حداثية إبداعية!!
فرد عليه البردوني: ليس في هذا أي جديد، فالشمس تقبل حتى وجنة الكلب!
*الغيبة حرام
كان البردوني ذات يوم في مجلس حكومي رفيع المستوى فسأله أحدهم بقصد إحراجه وكان ذلك قبل قيام الوحدة: لماذا يا أستاذ عبدالله لاتكتب عن الديمقراطية والحرية؟
فأجاب على الفور: الغيبة حرام!!
فصعمي
كان البردوني ذات مرة في حلقة نقاش على الطائرة فتعجب من اللجهة التي يتحدث بها المثقفون والتي هي مزيج من الفصحي والعامية فعلق عليها بالقول إنها تمثل نوعا من الفصعمي
* تركي
قال له الشاعر الشاب عبدالمجيد تركي: لقد حفظت يا أستاذ أكثر من خمسين قصيدة من قصائدك!
فأجابه: إذن ما عادكش تركي!!

وجها لوجه
في مطلع الثمانينات وفي أحد فعاليات المهرجان الثقافي اليمني بالسعودية اختير البردوني مقدما لصباحية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء اليمنيين، وقد تصدر الصباحية شاعر ودبلوماسي وكان اسود البشرة، وبعد أن أتم قراءة قصائده، جاء الدور على الشاعر/ عبد الكريم الرازحي الذي بدأ قصيدته قائلا:
أيها الأسود الخبيث
أيها الأسود القذر!
فعلق البردوني: مش هكذا يا رازحي وجها لوجه!!
فضجت القاعة بالضحك والتصفيق وأول الضاحكين كان الدبلوماسي الشاعر الذي كان يعرف أن الرازحي يقصد بالأسود- النفط- وليس ما قصده البردوني!!


* شيوعي
قال له داعية إسلامي كبير: يابردوني أنت شيوعي يجب قتلك!
فرد البردوني قائلا: حافظ على حياتي فأنا مصدر رزقك لأنك تخوف بي دول الجوار وترعبهم بالشيوعية، ليغدقوا عليك المال!!
*إلبسيها وأقرئي
بعد نقاش مستفيض دار في منزل البردوني حول هشاشة التعليم الجامعي في بلادنا وأن كثيرا من خريجي الدراسات العليا تنقصهم القراءة السليمة، وعلى رغم هذا فإنهم يظهرون بهندام الأناقة التي لا تنسجم مع جوهرهم.. فض البردوني النقاش بحكاية حصلت في ذمار تقول:
أن امرأة قطعت مسافة طويلة من قرية إلى قرية تبحث عن قارئ يقرأ لها مكتوبا من ولدها في المهجر، فلمحت رجلا ملتحفا بشال أخضر اللون ويضع على عينية نظارة، فاستوقفته طالبة منه أن يقرأ لها الرسالة فأخذ الرسالة يقلبها في يده ويحملق في سطورها ويتلعثم بكلامه فقالت له المرأة: إقرا سوا وعاد على عيونك نظارة وملتحف بشال!
فقال لها الرجال: كان إلبسيها وأقرئي!

*ضيافة:
استضاف الأستاذ أحمد الجرموزي في منزله بتعز الأستاذ البردوني، وبعد ساعات رأى الجرموزي الشرطة وهي تجر الجزار الذي أشترى منه اللحم، فقد أكتشف أنه يذبح حمير، فرجع إلى بيته مسرعا يطمئن على صحة البردوني وقال له يا أستاذ: كيف صحتك، الجزار خدعنا وباع لنا لحم حمار
فرد البردوني بسخرية : ( والله يا أحمد أنه أحسن مرق شربناه).

*ميلاد البردوني
سأل البردوني عن تاريخ ميلاده فقال:
قالت أمي أنني ولدت يوم ولدت بقرة جيراننا وأنجبت تبيعا ( عجل)
نزار قباني والبردوني
عندما أنتهي الأديب البردوني من قراءة بائيته ( أبو تمام وعروبة اليوم) تقدم إليه نزار قباني واحتضنه وعرفه بنفسه : أنا نزار.
فرد البردوني ببديهية قل نزار- بفتح النون- ولا تقل نزار بكسرها فأنها تعني الشيء القليل فكان هذا اللقاء عربون صداقة بين نزار والبردوني
*ذاكره
كان أحد الشعراء يأتي إلى البردوني ويزعم أنه أقوى ذاكره، فذات مرة سأله البردوني في مجلسه: من هي نخلة بنت عامر فأجاب الشاعر : هي صحابية جليلة شاركت مع الرسول في أكثر من غزوة.
وعندما خرج الشاعر أنفجر البردوني ضاحكا وهو يقول: نخلة بنت عامر هي أمي0

 


الغزو من الداخل


فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري
وهل تدرين ياصنعا؟
من المستعمر السري
غزاة لا أشاهدهم
وسيف الغزو في صدري.
فقد يأتون تبغا في
سجائر، لونُها يغري
وفي صدقات وحشيَّ
يؤنسن وجهه الصخري.
وفي أهداب أنثى ، في
مناديل الهوى القهري.
وفي سروال أستاذ
وتحت عمامة المقري.
وفي أقراص منع الحمل
في أنبوبة الحبر.
وفي حرية الغثيان
في عبثية العمر .
وفي عوْد احتلال الأمس
في تشكيله العصري .
وفي قنينة الويسكي
وفي قارورة العطر.
ويستخفون في جلدي
وينسلُّون من شَعري.
وفوق وجوههم وجهي
وتحت خيولهم ظهري.
غزاة اليوم كالطاعون
يخفي وهو يستشري .
يحجر مولد الآتي
يوشِّي الحاضر المزري.
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري.

يمانيون في المنفى
ومنفيون في اليمن.
جنوبيون في (صنعاء)
شماليون في (عدن).
وكالأعمام والأخوال
في الإصرار والوهن .
خطى(أكتوبر) انقلبت
حزيرانية الكفن .
ترقّى العار من بيع ٍ
إلى بيع بلا ثمن .
ومن مستعمر غاز
إلى مستعمر وطني.
لماذا نحن يامربى
ويا منفى بلا سكن .
بلا حلم بلا ذكرى
بلا سلوى بلا حزن ؟
***
يما نيون يا (أروى)
ويا (سيف ابن ذي يزن ).
ولكنا برغمكما
بلا يُمنٍ بلا يمن ِ.
بلا ماض بلا آت
بلا سرِّ بلا علن .
***
أيا (صنعاء) متى تأتين ؟
من تابوتك العفن .
أتسألني أتدري ؟ فات
قبل مجيئه زمني.
متى آتي؟ ألا تدري
إلى أين انثنت سفني.
لقد عادت من الآتي
إلى تاريخها الوثني .
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري.

***
شعاري اليوم يا مولاي
نحن نبات إخصابك .
لأن غِناك أركعنا
على أقدام أحبابك .
فألهناك قلنا : الشمس
من أقباس أحسابك .
فنم يا (بابك الخرمي )
على بلقيس يا (بابك).
ذوائبها سرير هواك
بعض ذيول أربابك .
وبسم الله –جل الله
نحسو كأس أنخابك .

***
أمير النفط نحن يداك
نحن أحدَّ أنيابك .
ونحن القادة العطشى
إلى فضلات أكوابك .
ومسؤولون في (صنعا)
وفرّاشون في بابك .
ومن دمنا على دمنا
تُموقعُ جيش إرهابك .
لقد جئنا نجر الشعب
في أعتاب أعتابك.
ونأتي كلما تهوى
نمسِّح نعل حجابك.
ونستجديك ألقابا
نتوجها بألقابك .
فمرنا كيفما شاءت
نوايا ليل سردابك .
نعم يا سيد الأذناب
إنَّا خير أذنابك .
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري .

 
    

له العديد من الدواوين والدراسات النقدية ومن أهم قصائده التي إشتهر على إثرها عربياً قصيدة "أبو تمام وعروبة اليوم" التي ألقاها في مهرجان المربد والتي قال فيها:

........

أبو تمام وعروبة اليوم

مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب



بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب



وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا



أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا



قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا



مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟ عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب



يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)



مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا



الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب



مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب



فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب



وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا



حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا



هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا



الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا



الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب



لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب



مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟



عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب



تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب



قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا



والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب



تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب



(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب



مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟ مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب



مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن ولـم يمت في حشاها العشق والطرب




كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب



لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)



وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن) ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب



»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب



كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب



أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب



ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب



لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب



إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب



قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب



»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟



مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟



والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب



كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب



وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب



وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب



شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك) يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب



طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب



لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب



»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب



ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب



يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب



سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟



ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)



شاعر اليمن الفذ عبد الله البردوني  يمدح الرسول الأعظم صل الله عليه واله وسلم



بـشـرى مــن الـغيب ألـقت فـي فـم الـغار وحـيـا وأفـضـت إلــى الـدنـيا بـأسـرار
بـشـرى الـنـبوة طـافـت كـالـشذا سـحـرا وأعـلـنـت فـــي الـربـا مـيـلاد أنــوار
وشــقـت الـصـمـت والأنــسـام تـحـملها تــحـت الـسـكـينة مـــن دار إلـــى دار
وهــدهـدت مــكـة الـوسـنـى أنـامـلـها وهــــزت الـفـجـر إيــذانـا بـإسـفـار
فـاقـبل الـفـجر مــن خـلـف الـتلال وفـي عـيـنـيـه أســـرار عــشـاق وســمـار
كــأن فـيـض الـنـدى فــي كــل رابـية مــوج وفــي كــل سـفـح جــدول جـار
تـدافـع الـفـجر فــي الـدنـيا يــزف إلـى تـاريـخـهـا فــجـر أجــيـال وأدهـــار
واسـتـقـبل الـفـتـح طـفـلا فــي تـبـسمه آيـــات بــشـرى وإيــمـاءات إنـــذار
وشــب طـفـل الـهـدى الـمـنشود مـتـزرا بــالـحـق مـتـشـحا بـالـنـور والــنـار
فــي كـفـه شـعـلة تـهـدي وفـي فـمـه بـشـرى وفــي عـيـنيه إصــرار أقــدار
وفـــي مـلامـحـه و عــد وفــي دمــه بــطـولـة تــتـحـدى كــــل جــبـار
وفـــاض بـالـنور فـاغـتم الـطـغاة بــه والـلـص يـخـشى سـطوع الـكوكب الـساري
والـوعـي كـالـنور يـخـزى الـظالمين كـما يـخـزي لـصـوص الـدجـى إشـراق أقـمار
نــادى الـرسـول نــداء الـحـق فـاحتشدت كـتـائـب الــجـود تـنـضي كــل بـتـار
كــأنـهـا خــلـفـه نــــار مـجـنـحة تــجـري وقــدامـه أفـــواج إعــصـار
فــضـج بـالـحق والـدنـيا بـمـا رحـبـت تــهــوي عـلـيـه بــأشـداق وأظــفـار
وســــار والـــدرب أحــقـاد مـسـلـخة كــأن فــي كــل شـبـر ضـيغما ضـاري
وهـــب فــي دربــه الـمـرسوم مـنـدفعا كـالـدهـر يــقـذف أخــطـارا بـأخـظار
فـأدبـر الـظـلم يـلـقى هــا هـنـا أجــلا وهـــا هــنـا يـتـلـقى كـــف حـفـار
والـظـلم مـهـما احـتـمت بـالبطش عـصبته فـلـن تـطـق وقـفـة فــي وجــه تـيـار
رأى الـيـتـيـم أبـــو الأيــتـام غـايـتـه قــصـوى فـشـق إلـيـها كــل مـضـمار
وامــتـدت الـمـلة الـسـمحا يــرف عـلـى جـبـيـنـها تــــاج إعــظـام وإكــبـار
مـضـى إلــى الـفـتح لا بـغـيا ولا طـمـعا لـــكــن حــنـانـا وتـطـهـيـرا لأوزار
فــأنـزل الـجـور قـبـرا وابـتـنى زمـنـا عـــدلا تــدبـره أفــكـار أحــرار
يـاخـاتـم الـرسـل هــذا يـومـك انـبـعثت ذكــراه كـالـفجر فــي أحـضـان أنـهـار
يــا صـاحب الـمبدأ الأعـلى ، وهـل حـملت رســالــة الــحــق إلا روح مــخـتـار؟
أعـلـى الـمـبادئ مــا صـاغـت لـحـاملها مــن الـهـدى والـضـحايا نـصـب تـذكـار
يــا" أحـمـد الـنـور" عـفوا إن ثـأرت فـفي صــدري جـحـيم تـشـظت بـيـن أشـعاري
"
طـــه " إذا ثــار إنـشـادي فــإن أبــي "حـسـان " أخـبـاره فــي الـشعر أخـباري
أنا ابــن أنـصـارك الـغـر الألــى قـذفـوا جــيـش الـطـغاة بـجـيش مـنـك جــرار
تـظـافرت فــي الـفـدى حـولـيك أنـفـسهم كــأنـهـم قــــلاع خــلـف أســـوار
نـحـن الـيـمانين يــا" طــه " تـطـير بـن الـــى روابـــي الــعـلا أرواح أنـصـار
إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار




مصطفى :

فليقصفوا، لست iiمقصف وليعنفوا، أنت أعنف
وليحشدوا، أنت
iiتدري أن المخيفين ii
أخوف
أغنى، ولكن
iiأشقى أوهى، ولكن ii
أجلف
أبدى ولكن
ii
أخفى أخزى ولكن أصلف
لهم حديد
iiونار.. وهم من القش iiأضعف

* * ii*

يخشون إمكان iiموتٍ وأنت للموت iiأألف
وبالخطورات أغرى وبالقرارات
ii
أشغف
لأنهم
iiلهواهم.. وأنت بالناس ii
أكلف
لذا تلاقي
iiجيوشاً من الخواءiiالمزخرف

* * ii*

يجزّئون المجزّأ.. يصنّفون iiالمصنف
يكثّفون
iiعليهم.. حراسة، أنت iiأكثف

* * ii*

كفجأة الغيب iiتهمي وكالبراكين iiتزحف
تنثال عيداً،
iiربيعاً تمتدّ مشتىٍ ii
ومصيف
نسغاً إلى كل
iiجذر نبضاً إلى كل iiمعزف

* * ii*

ما قال عنك iiانتظار : هذا انثنى، أو iiتحرف
ماقال نجم:
iiتراخى، ماقال فجر: ii
تخلف
تسابق الوقت، يعيا وأنت لا تتوقف
فتسحب الشمس
iiذيلاً وتلبس الليل iiمعطف

* * ii*

أحرجت من قال: iiغالَى ومن يقول: iiتطرف
إن التوسط موت أقسى، وسمّوه:
ii
ألطف
لأنهم
iiبالتلهي أرضى وللزيف ii
أوصف
وعندك الجبن
iiجبن مافيه أجفى ii
وأظرف
وعندك العار
iiأزرى وجهاً، إذا لاح أطرف

* * ii*

يا «مصطفى«: أي iiسر تحت القميص المنتف
هل أنت أرهف
iiلمحاً لأن عودك ii
أنحف؟
أأنت أخصب
iiقلباً لأن بيتك ii
أعجف؟
هل أنت أرغد
iiحلماً لأن محياك ii
أشظف؟
لِمْ أنت بالكل
iiأحفى من كل أذكى ii
وأثقف؟
من كل نبض
ii
تغني يبكون «من سب أهيف«
إلى المدى أنت
iiأهدى وبالسراديب ii
أعرف
وبالخيارات
ii
أدرى وللغرابات أكشف
وبالمهارات
iiأمضى وللملمات أحصف

* * ii*

فلا وراءك ملهى ولا أمامك iiمصرف
فلا من البعد
iiتأسى ولا على القرب ii
تأسف
لأن همّك
iiأعلى لأن قصدك ii
أشرف
لأن صدرك
iiأملى لأن جيبك iiأنظف

* * ii*

قد يكسرونك، iiلكنْ تقوم أقوى iiوأرهف
وهل صعدت
iiجنيّاً إلا لتُرمى iiوتقطف

* * ii*

قد يقتلونك، تأتي من آخر القتل iiأعصف
لأن جذرك
iiأنمَى لأن مجراك ii
أريف
لأن موتك
iiأحيى من عمر مليون iiمترف

* * ii*

فليقذفوك iiجميعاً فأنت وحدكiiأقذف
سيتلفون،
iiويزكو فيك الذي ليس ii
يتلف
لأنك الكل
iiفرداً.. كيفية، iiلاتكيف..

* * ii*

يا «مصطفى«، يا كتاباً من كل قلب تألف
ويازماناً
iiسيأتي يمحو الزمان iiالمزيف

1986م

(من منفى إلى منفى)



بلادي من يَدَي طاغٍ............إلى أطغى إلى أجفى
ومن سجن إلى سجن............ومن منفى إلى منفى
ومن مستعمر بادٍ............إلى مستعمر أخفى
ومن وحش إلى وحشين......... وهي الناقة العجفا

* * *
بلادي في كهوف الموت......... لاتفنى ولا تشفى
تنقر في القبور الخرس............عن ميلادها الأصفى
وعن وعد ربيعي............وراء عيونها أغفى
عن الحلم الذي يأتي............عن الطيف الذي استخفى
فتمضي من دجى ضاف.........إلى أدجى... إلى أضفى
بلادي في ديار الغير............أو في دارها لهفى
وحتى في أراضيها............تقاسي غربة المنفى
..................................................................................

قصيدة (لص في منزل شاعر)




شكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غراره

لما أغرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضـاءَ الإغاره

لم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم ترعْ نومَ الحجاره

كالطيفِ جئتَ بلا خُطى ، وبلا صدى ، وبلا إشاره

أرأيتَ هذا البيتَ قزماً ، لا يكلفكَ المهـاره

فأتيته ، ترجو الغنائم ، وهو أعرى من مغاره

* * *

ماذا وجدت سوى الفراغ ، وهرّة تَشْتَمُّ فاره

ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ من دمه العباره

يُطفي التوقّدَ باللظى ، ينسى المرارةَ بالمـراره

لم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إلى القراره

* * *

ماذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنى الإماره

يا لصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون ربحٍ أو خساره

لم تلقَ إلاّ خيبة ، ونسيت صندوقَ السجـاره

شكراً ، أتنوي أن تُشرفنا ، بتكرارِ الزيـاره
..............................................................
من أرض بلقيس


مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
مـن جـوها هـذه الأنسام والسحر

مـن صدرها هذه الآهات، من فمها
هـذي الـلحون. ومن تاريخها الذكر

مـن «السعيدة» هذي الأغنيات ومن
ظـلالها هـذه الأطـياف والـصور

أطـيافها حول مسرى خاطري زمر
مـن الـترانيم تـشدو حـولها زمر

من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها
هـذي الأغـاريد والأصداء والفكر

هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها
وسـحرها وصـباها الأغيد النضر

يـكاد مـن طـول ما غنى خمائلها
يـفوح مـن كل حرف جوها العطر

يـكاد مـن كـثر ما ضمته أغصنها
يـرف مـن وجنتيها الورد والزهر

كـأنه مـن تـشكي جـرحها مـقل
يـلح مـنها الـبكا الـدامي وينحدر

يـا أمـي الـيمن الخضرا وفاتنتي
مـنك الـفتون ومني العشق والسهر

هـا أنـت في كل ذراتي وملء دمي
شـعر «تـعنقده» الذكرى وتعتصر

وأنـت فـي حضن هذا الشعر فاتنة
تـطل مـنه، وحـيناً فـيه تـستتر

وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت
عـن الـلقا - أنـه يـهوى ويدكر

وأنـهـا فـي مـآقي شـعره حـلم
وأنـها فـي دجـاه اللهو والـسمر

فـلا تـلم كـبرياها فـهي غـانية
حـسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر

من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن
ريـاضـها هــذه الأنـغام تـنتثر

من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها
وحـيث تـعتنق الأنـسام والـشجر

مـا ذلـك الـشدو؟ من شاديه؟ إنهما
مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
...............................................



<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>
<><> <><> <><>
(حراس الخليج)


مَن ذا يهمّ الأمرُ ياأمرُ

لاهاهنا (زيدٌ) ولا (عمَروُ)؟

ماهاهنا ياكلَّ قاذفةٍ

إلاّ السكوت الأبله المرُّ

مَن ذا يردُّ الكاسحات، ومَن

فوق الخليج الأصفر أحمرَّوا؟

* * *

جاؤوا فلا هزَّ (العَرار) يداً

ولا درى مالونُه التمرُ

لاهتجتَ يا(بيت الحسين) ولا

عكَّرْتَ نومَ اللحد يا(شِمرُ)

* * *

أهنا (دُبيْ) أم (ويلز) ياسفناً

تَرْمَدُّ إرهاباً وتَقمَرُّ

وتصيح: صَهْيِنْ ياأخا (مضرٍ)

مَن أنت؟ أين خيولُكَ الضُّمْرُ

* * *

يا (الأحمدي) هل أنت أنت؟ هنا

(تكساس)، أين الأوجه السُّمرُ

كيف التقى (وُلْيَمْ) و(علقمةٌ)

ومتى تصافَى الثلجُ والجَمْرُ؟؟

يازامر (الجهرا) أتُطربُها؟

للبارجات الطبل والزَّمْرُ

* * *

البحر يانَفّاط مُتقَّدٌ،

غامرْ وإلاّ اجتاحكَ الغَمرُ

حُرّاسك اشقرُّوا متى انقرضت

(عبسٌ) وأين تغيَّبت (نِمرُ)!؟

أترى (كلاب الحوأب) اشتبهت

أم أُلَجمت عن نبح مَن مرّوا؟!

* * *

أتقول ذا يهذي كمغتبقٍ

ماعاد يُسكرُ جارك الخَمرُ

أتريد أطمر غَيرتي وفمي

ياجيفة أوشى بها الطَّمرُ!

أعدى العِدا ترجو حراسَتهُ

مَن ذا يهمُّ الأمر ياأمرُ!!

..............................................
<><> <><> <><>
(فلسفة الفن)


لاتقل ما دمع فنّي ..... لاتسل ما شجو لحني
منك أبكي وأغنيك ..... فما يؤذيك مني
سمني إن شئت نواحاً ..... وإن شئت مُغني
فأنا حيناً أعزيك ..... وأحياناً أهني
لك من حزني الأغاريد ..... ومن قلبي التمني
أنا أرضي الفن لكن ..... كيف ترضى أنت عني
كل ما يشجيك يبكيني ..... ويضني ويعني
فاستمع ما شئت واتركني ..... كما شئت أغني

***
لاتلمني إن بكى قلبي ..... وغناك بكايا
لاتسلني ما طواني ..... عنك في أقصى الزوايا
ها أنا وحدي وألقا ..... ك هنا بين الحنايا
ها هنا حيث ألاقيك ..... طباعاً وسجايا
حيث تهوي قطع الظلما ..... كأشلاء الضحايا
وتطل الوحشة الخر ..... سا كأجفان المنايا
والدجى ينساب في الصمت ..... كأطياف الخطايا
والسكون الأسود الغا ..... في كأعراض البغايا
وأنا أدعوك في سري ..... وأحلامي العرايا

***
يا رفيقي في طريق العمر ..... في ركب الحياة
أنت في روحي رو ..... ح وذات ملء ذاتي
جمعتنا وحدة العيش ..... وتوحيد الممات
عمرنا يمضي وعمر ..... من وراء الموت آتي
نحن فكران تلاقينا ..... على رغم الشتات
نحن في فلسفة الفن ..... كنجوى في صلاة
أنا كأس من غنى الشو ..... ق ودمع الذكريات
فاشرب اللحن ودع في الـ ..... كأس دمع الموجعات
هكذا تصبو كما شا ..... ءت وتبكي أغنياتي

***
يا رفيقي هات أذنيك ..... وخذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقيـ ..... ـك وخمر الياسمين
من معين الفن أرويـ ..... ـك ولم ينضب معيني
لك من أناتي اللحن ..... ولي وحدي أنيني
ولك التغريد من فني ..... ولي جوع حنيني
ها أنا في عزلة الشعر ..... كأشواق السجين
حيث ألقاك هنا في خا ..... طر الصمت الحزين
في أغاني الشوق في الذكرى ..... وفي الحب الدفين
في الخيالات وفي شكوى ..... الحنين المستكين

......................................................

في وجه الغزوة الثالثة



حسناً... إنما المهمة صعبه...... فليكن... ولنمت بكل محبه
يصبح الموت موطناً... حين يمسي...... وطن أنت منه، أوحش غربه
حين تمسي من هضبة بعض صخرٍ...... وهي تنسى، أن اسمها كان هضبه
فلتصلب عظامنا الأرض، يدري...... كل وحش... أن الفريسة صلبه
ولنكن للحمى الذي سوف يأتي...... من أخاديدنا... جذوراً وتربه
مبدعات هي الولادات... لكن...... موجعات... حقيقة غير عذبه
***
ولماذا لاتبلع الصوت؟.. عفواً...... من توقى إرهابَهم، زاد رهبه
كيف نستعجلُ الرصاصَ! ونخشى...... بعد هذا، نباح كلبٍ وكلبه
***
هل يرد السيولَ وحلُ السواقي؟...... هل تدمي قوادم الريح، ضربه؟
أنت من موطن يريد... ينادي...... من دم القلب، للمهمات شَعبه
***
اتفقنا... ماذا هناك؟ جدار...... بل جبين، عليه شيء كقبه
ربما (هرّة) تلاحق (فاراً)...... ربما كان طائراً خلف حبّه
إنما هل يرى التفاهاتِ حيٌ؟...... تلتقي أحدث الخطورات قربه
هل ترى مِن هناك؟ غزواً يقوي...... قبضتيه،...يحد مليون حربه
يحتذي (البنكنوت) يومي إليه...... وعليه من البراميل جبه
إنه ذلك الذي جاء يوماً...... وإلى اليوم، فوقنا منه سُبه
***
قبل عام وأربعين اعتنقنا...... فوق (أبهى) عناق غير الأحبه
والتقينا به (بنجران) حيناً...... والتقينا بقلب (جيزان) حقبه
والتقينا على (الوديعة) يوماً...... والمنايا على الرؤوس مكبه
جاء تلك البقاع... خضنا، هربنا......وهي تعدو وراءنا مشرئبه
إنها بعض لحمنا، تتلوى...... تحت رجليه، كالخيول المخبه
في حشاها، منا بذور حبالى...... وجذور وردية النبض خصبه
***
ماله لايكر كالأمس؟ أضحت...... بين من فوقنا، ونعيله صُحبه
إنهم يطبخوننا، كي يذوقوا...... عندما ينضجوننا، شر وجبه
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعاً... البراميل أمركت (شيخ ضَبه)
عنده اليوم قاذفات ونفط...... عندنا موطن، يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبرة الموت أعلا......عندنا الآن، مهنة الموت لعبه
صار أغنى، صرنا نرى باحتقار... ثروة المعتدي، كسروال ****
صار أقوى... فكيف نقوى عليه... وهو آت؟ نمارس الموت رغبه
وندمي التلال، تغلي فيمضي...... كل تلٍ دامٍ،...بألفين ركبه
ويجيد الحصى القتال، ويدري...... كل صخر، أن الشجاعة دربه
يصعب الثائر المضحي ويقوى......حين يدري، أن المهمة صعبه
...............................................................................




لمتابعة ما ينشر في واحة الحدا. لحظة نشرها أشترك على قناة " واحة الحدا " على تطبيق التيليجرام من خلال الضغط هنا:

إرسال تعليق

0 تعليقات