قصيدة الشاعر / صالح مقبل السوادي


الهي اله الكون ياصاحب القدّر
حصرياً بواحة الحدا.
تعزية في وفاة صديقه الشاعر صالح حسين راشد السوادي،،

...................

الهي اله الكون ياصاحب القدّر
ويا قاصف الآجال يامشفي السقيم

دعيتك دُعاء ذي النون في البحر والغُدّر
تفرّج علينا الهّم والغّم والـهميم

وتفرغ علينا صبر ايوّب للـضرر
وتلهّم ذوي الموتى وتعطُف على اليتيم

قضى كُل شي وامضاه في عالم البشّر
ولا مُعترّض في ماقضى العالِم الحليم

وقائع من التاريخ في شرح مُختصّر
لبقعا الوخيّمه والمولّع بها وخيّـم

لها حُب سحري في الملذّات والصور
غرّوره بمن فضّل دُجى ليلها البهيـم

وكم في الحياه الفانيه للملا عبـر
وكم في عباد الله من الشين والوسيم

وهذا انجّب الأُنثى وهذا انجّب الذكّر
وذاك انجّب الاثنين والرابع العقيم

وحدّ من قضى نحبه ومنهم من انتظّر
كتابِ مؤجل في يـد الصانع الحكيم

ولا حد من الأحياء على ميّت انتـحّر
لأن البقاء للخالق الرازق المُـديـم

مقادير ياقلب العناء من ضنا السفّر
تجاوزت عُمرك لا مواطن ولا مُقيم

وصابر على المقسوم طوبى لمن صبّر
على ما قضاه الحاكم الباري الرحيم

عفاف الصغيره جسم ابوش القوي فتّر
على ذي أفَلّ نجمه من الكوكب العظيم
  
صديقي وأستاذي في الأبداع والخبّر
فريد المعاني ذي نسخها على الرقيم

على فُقد (صالح) عيشي الصافي امتغّـر
وزهر الورود الأقحوان اصبحّت حطيم

ألا ياعيون ابكي فُراق الضياء الأغّـر
ذي القى القلوب العامره بالسلا هشيم

تـقفّر مقامه بعد ماقّر واسـتقّر
على الوادي الأخضر مع الطّل والنسيم

نَعَيّـت ابن راشد واغزّر الدمع وانهـمّـر
على مُقله الباكي على الأخ والنـديـم

نعيّتـه بكلماتي وبالصوت والـوتّـر
ولا املّـك سوى التعبير في الموقف الأليم

وكم خلّـف الراحل من الحزن والـگـدّر
على اهـله ومن مثلي صديق الضياء الحميم

تحمّـل أمور العائله من ذو الـصغّـر
وگافح وجاهد واستقى المُرّ والطعيم

وكم صارع الدنيا في الأغلاس والبُگـرّ
على مايعّوره واتقن المذهب السليم

تَكسّب حفّر شجّر عمّر دار واسـتقّر
وعاده بدا ينسى تعب عُمره القديـم

وجاء امر من امره على كُلّ من أمّر
موكل بأمر الله في نزعها لـزيم

مكفّل بتفريّق الجماعات والأُسّـر
ولا فرق بين الكهل والشاب والفطيم

ولا انسى بنود البركل الحبر والشفّر
بخّط الفقيد الراحل الشاعر الفهيم

تعلم من اهل العرف الأسلوب والبصّر
وكان ابن راشد قُدّوة الغّر والغشيم

بنا في رحاب القبيله صرح مُعتبّر
على فائق التصميم مغروس في الصميم

وفي العرّف كانت كلمته نقش في حجّـر
لها وزنها عند الفريقين والغريم

وفي واحة الشعر البري فاق من شعّر
ولا يجحد اقواله سوى الجاحد اللئيم

ولا ملّ في قطع المشاكل ولا افتصّر
مسدّد مردّد وآخر أفعاله الهجـيم

وزادت بي الآهات والضيق والضجّر
على آخر لقائنا ذي جرى من قفى الفريم

فلا انا تعذّرته ولا هو لي اعتـذّر
على اسباب ماتكلفشي الخصم والتهيم

جواب الفقيه وصورة الشخص ذي عقّر
وبالرفض والتشريف ذي دامنا دويم

شغبّنا تلمنّا كُلنا ما ضوى نـفّر
ولا ظن حد روّح كرى الشغب والتليم

نعم لعن ابو الدنيا كما لمّحة النظّـر
ترّكها المَلك والإمبراطور والزعيم

وبن راشد اهملها في ايامه الاُخّـر
لمن عاش بعده فوق هضبانها يهيـم

هجّر قرية الأطمٌاع والمّر والحُمّر
وما عند ربي خير من جوها المغيم

نقّل لا جوّار الله والصافيه غُمّر
ولا خذ سوى ثوب الكفّن واهله الزتيم

وله نصب تذكاري من اللوّل والدُرّر
شهيّر المعالم باسم ابوعبده الشهيم

رحم جسم ابو عبد اللطيف حيث ما اقتبّر
وجنٌات عدنٍ من قلب عظمه الرميم
  
ولا انسى بزي القاسمي طيّب الأثّر
فقّدناه وافقّد صورة المنزل الكريم

ذي اشرك عيال الخال في النوم والسهٌر
وسايّر وجالّس صاحب العقل والعديم

إلى جنّة الفردوس يالشايب الأبّر
عسى الله يجعل حضّك الخُلد في النعيم

صلاتي على ذي جاهد الكُفّر وانتصّر
وأدّى الأمانه واظهر المنهج القويّم

نبي الهُدى ذي أيّده باعظم السوّر
ومن فوق ذي علمٍ على ما علّم عليم


................
زودنا بهذه القصيدة مشكورا الاخ الشاعر ابو صبري القوسي