قصيدة الشاعر / محمد علي القوسي (أبو صبري)

أبو صالح غزانا الشيب واستوطن وطاء وسفوح

26 مارس 2017م.

............

أبو صالح غزانا الشيب واستوطن وطاء وسفوح
وداهمنا عجاج الوصل يعبث يوم فينا اجتاح

وضاقت حولنا الأوساع سُدّت ما بقى مفتوح
وكابدنا عذاب الويل حتى الويل منّا صاح

وجازفنا الصعاب السود رغم إن الأثر ممسوح
ونعرف من سلك فيها ويعبُرها بحقّه طاح

وقاسينا صروف الوقت شارفنا طلوع الروح
تحمّلنا حمايل جور حفيا أقدام فوق الواح

ورغم المُهلكات الكُثُر قاومنا صلف مقبوح
تحدّينا وغامرنا برأس المال والأرباح

صَبَرنا صبر لا يقوى تحمُل صبرنا الطحطوح
وكلّ الصبر منّا كلّ والجاثم أبى ينزاح

وطال الأنتظار المُر تأتينا سفينة نوح
وطال الليل بأهل الليل تنظُر فالق الإصباح

وسكّتنا كلام الحِزن ينطُق بالشُكاء والبوح
وجاوزنا حدود العقل صبراً والشُكاء فضّاح

وغضّينا طروف أعيان حسرا لحظها مجروح
وعاتبنا الضماير والضماير مثل شِهد أجباح

وصدّقنا نُباح الكلب يخطُب في خَبَر مكدوح
خدعنا ذي وثقنا يوم صدّقنا هُرى نبّاح

تعسّينا وعلّينا بُرُغم الخاطر المكسوح
ونستجدي كلاب الدَمْ شَمْ الموت منها فاح

نقاسي حدّها واليدّ مثل الطائر المذبوح
وطرحوا شاجع الشُجعان واصوات الثكالى ناح

وسلّمنا رقاب الذُعن يلوى حبلها المشبوح
وسيف العزّ لم يُنسَل من غِمده ولا هو لاح

وتاهتنا حقايقنا وتاه الملح في المملوح
قُحُمنا في وراء طاغي ونُقحم في هوى سفاح

تخالفنا خلاف أعداء وخالفنا الدم المسفوح
ركنّا والركون العيب نمشي عُمي خلف اشباح

تمنّينا ومنّينا أماني حظّنا المنطوح
وقُلنا ياعَسَا ياعلّها  بعد العناء  نرتاح

تُمُر أيّام عُقب أيام تمضي والأمل ممنوح
وملّينا الأمل من بعد ما عنّا بوجهه شاح

على رجوا بشاير خير للراجي تُقُل مسموح
ولا طِلنا عِنب صنعاء ولا من سوريا تُفّاح

ولا زال الأمل منّه بقيّه يُطلق المكبوح
وتشرُق شمس بعد الليل يضوي نورها الوضّاح

..............

إرسال تعليق

2 تعليقات